نبضات الشاعر محمد الشحات محمد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موسوعة ثورة الأجناس الأدبية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التذوق بين النقد الأدبي و الأحاسيس القصديرية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin



المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 24/04/2011

التذوق بين النقد الأدبي و الأحاسيس القصديرية Empty
مُساهمةموضوع: التذوق بين النقد الأدبي و الأحاسيس القصديرية   التذوق بين النقد الأدبي و الأحاسيس القصديرية I_icon_minitimeالإثنين أبريل 25, 2011 11:09 am




االتذوق بين النقد الأدبي و الأحاسيس القصديرية ..!
محمد الشحات محمد



* إذا كان التذوّق حقاًّ لكل إنسان ، فالنقد ذاته يفتح أفق المتذوق ، و يزيد من قدرته على التقييم و التقويم ، و من هنا يأتي دور الأديب إذا تمكن من الإلمام بتقاليد الفن الأدبي الذي يكتب به ، و بمصطلحاته و أشكاله ، و تفريعاته ، فإنه يُصبح الأقدر من أي ناقد على قراءة النصوص قراءة نقدية ، و هل أفضل من المبدع الذي يُمارس الإبداع وَ لدَية مَلكة النقد؟ .
و قد تتعدّد اتجاهات النقد ، و مناهجه و مدارسه ، و حتى تختلف النظريات و التعاريف و المصطلحات ، و قد يتم تناول النصوص بأكثر من منهج نقدي أو اتجاه قديماً كان أو حديثاً ، و قد تختلف الأشكال الفنية للعمل الأدبي ، والتي يتم فيها صياغة المضامين و صهْرها ، و بلْورة العلاقات ، و قد .. ، و قد ، و لكن يظلُّ الأدب هو الوسيط بين العلم و الإنسان ، و أساس إسعاد البشرية ،


* و إذا كان "منهج النقد الإبداعي" لا يُنكر المناهج القديمة بروعة التحليل ، و التركيز على دلالات المعاني و ايحاءات اللفظ ، و علاقات التشابك فى القصيدة باعتبار أن اللغة لها معان متعددة قد تصل إلى حد التناقص ، و أن الألفاظ لها تأثير فى النفس ، فإنه –أي النقد الإبداعي- لم يغفل أن تكون قراءة الأدب برؤية مستقبلية بصفته فن يتعامل مع جوهر الإنسان ، و يمنح أفكاره جسداً حياًّ متجدّداً يخرج بها عن نطاق العصر إلى الخلود الإنساني ، و قد تتغير القراءات -و هذا مطلوب جداًّ للنصوص الكبيرة- و ربما تتغير الأحاسيس ، و لكن تظل القدرة على استيعاب و تفسير ما يدور دون تجاهل وجدان الإنسان و روحه من أهم القيم التي لا تنفصل عن الأشكال و المضامين حتى بعد توصيلها لجمهور القراء


* و إذا كان الأدب يرتبط بالنقد و الحياة ، فإن حياة الأدب العربي تكون أفضل كلّما ابتعد عنها أدعياء النقد ، و رجالات الدعاية الزائفة ، و أؤكّد أنه بالنقد الإبداعي تكتمل الرسالة الأدبية و الفكرية للتواصل مع التيارات المختلفة من خلال خلفية خصبة و رمزية دقيقة تكمن في عمق المعاني و الاتساق الفكري و الجمال المتجدّد بإيقاعات اللغة و صوتياتها و الحماس الإنساني للوحدة العضوية التي تتجاوز حدود الزمان و المكان .. ،

و من ناحيةٍ أخرى لايُمكن فصل النص عن صاحبه ، و خصوصاً إذا تناولناه بمنهج لا يجهل دور الذائقة الأدبية ،ويعرض ما يكفي لإشباع هذه الذائقة من خلال عرض ما له صلة بالنص و صاحبه مثل ظروف الولادة و الأبعاد و المرامي و الأساليب ، و .. ، و عندئذٍ ستكون القراءة لهذا النص تحليلية تفسيرية علمية ، و من هنا يمكن للقراءة النقدية أن تنطلق ، و تُبنى عليها كذلك عدة قراءات نقدية أُخرى ، ورغم تعدِّد الرؤى/القراءت ، فإنها ستلتقى جميعاً في نقطة التماس مع جوهر النص ..،
وبعيداً عن التحدّب و التقعر

و للنقد الإبداعي أثره الذي لا نُنْكره في تفسير الحديث الشريف "إن من البيان لَسِحْرا"

و بدخول النصوص الكبيرة في دائرة "النقد الإبداعي" تصل ردود الأفعال إلى توحيد مسارَها في اتجاهٍ يستنطقُ الصمتَ القابع الجاثم و المتمدّد في مساحة الفكر .. لترسم كلّ دوائر الصراع ، و متاهاته ، و ميكانيزماته في إطار دائرة وحيدة ، و بتشكيلة جديدة تمدُّ جسور الصلح في بحر متناقضات الحياة ..

و بقدْر مجموعة الجماليات في القصيدة العربية، و بكل العلاقات التشكيلية في النص يستطيع الناقد تمكين أكبر عدد من المثقفين من أن يحسنوا العلم بأصول الحضارة الإنسانية ،

و إذا كانت قراءة النص تبدأُ من العنوان ، فإن مدخل الناقد للنص برهانٌ على شمولية المعرفة و الثقافة ، أو العكس ، و كذلك فإن زوايا رؤيته تؤكد إدراك البناء الحقيقي لتطور العملية الإبداعية من عدمه ،

و سوف يدفعنا الحديث عن الناقد إلى محاولة الوعي الفاعل من خلال دراسات تحليلية متأنية لجماليات النصوص ، و مِراس ، و دُربة على مناهج نقدية شتى .. مع الأخذ في الاعتبار أنّ الناقد ليس فردَ أمن سلطوي ، إنما يكون رأيه المتعمق في النصّ ناجماً عن مُحاولة الإضافة لجماليات النص ، و فتح بعض مغاليقه ، و كاشفاً لرموزه ، و بلورتها في ضوء تطور العصور و الدراية بعالمية الأحداث ، و ماهية الثوابت العقدية و التاريخية ،

* و بعيداً عن الأهواء و التصيد يعمل الناقد على إظهار الأسباب التي أسّس عليها رأيه/قراءته النقدية

فالناقد الأدبي يستطيع رسم الخط الفاصل بين موضوعية المضمون التقليدية و الإضافة التي أضافها الأديب من خلال عمله الأدبي ، و تجديداته ، و ما ابتكره الأديب أو تفرد به ، على أن يكون برهان الناقد هنا هو تحديد الشائع و ملامح الاتصال/الانفصال مع الأصالة ، و ذلك بتفسير الجانب الجمالي للأفكار/التراكيب/الأساليب/الصور/الأشكال/العلاقات التشابكية و الإشكاليات/الوحدة الناتجة عن التأثيرات المختلفة ، و بشرط تنحية كلّ آراء الناقد و أفكاره السابقة لقراءته نص من النصوص ..

* و بالتالي فإن الناقد الأدبي الحقيقي يستطيع –بتلمذته على أيدي نقاد سابقين ، و مِراسة و حفظه لكثير من النصوص و قراءاتها المتنوعة ، و مرونته التي تجعله يتقبل الأنماط الجديدة عليه ، و قبوله النصح و انفتاحه على الثقافات العالمية و حوار الآخر- يستطيع التعرف على طاقات الأدوات الفنية ، و اتجاهات تفوقها أو قصورها ، و تحديد ما إذا كان العمل الأدبي الذي يقرؤه مستوحياً من عمل آخر أم لا ، و له أن يُقارن مُقارنة تخصّصية تحليلية كذلك بين كاتبين/نصين أو أكثر بنفس اللغة أو بلغات مختلفة ،

* و لا يقتصر دور الناقد على فهم أفكار و مضامين العمل الأدبي ، وقياس مدى حرفنة كاتب العمل في التزامه بمعايير الفن الكتابي الذي كتب من خلاله نصّه ، و نسبة الإخفاقات أو الشطحات .. ، و إنما لابدّ قبل كل ذلك من تذوق الناقد كمتلقي للعمل الأدبي كوحدة متكاملة ، و قدْرته على استيعاب أكبر مساحة مُمكنة من هذا العمل كقاسم مشترك بينه و بين مؤلف النص حتى يتسنى للناقد إعادة إرسالها لمخاطبة القارئ ، و مساعدة الأديب في وضع يده على ما يحتاجه جمهور الأدب الأصيل ، و أماَّ أدعياء النقد الذين لا يعرفون عن النقد سوى عدة مصطلحات ، و يستخدمونها في غير محلّها ، و قد لا يعرفون من أين تبدأ الجملة ، و كيف تنتهي ، فضلاً عن عدم تفريقهم بين ألف الوصل و همزة القطع ، و إنما قاموا على الزيف كأي دخيلٍ ، فهم أخطر على الأدب من مُدّعي الأدب لأنهم يتيحون الفرصة لزيادة المدعين من الأدباء ، و مِن ثمّ التخبّط و عدم فرز الغثِّ من الثمين ، و اختلاط الحابل بالنابل مِماَّ يجعل المبدع الحقيقي –في ظل مَنْ يسمّون أنفسهم نقاداً- يحس بالغربة و الضياع ،
إذنْ .. فلقد أصبح على كلّ مبدع الإلمام قدْر المستطاع بمعايير النقد و تفريعاته باستمرارية القراءة و زيادة موسوعية المعرفة ، و شمولية الثقافة ، و الاستعانة بالمراجع و أمهات الكتب ، و مواكبة مستجدات الأحداث و الكتابات ، و لا يغفل أبداً أنه من المُمكن جداًّ أن يتحول المتذوق إلى ناقد بمعنى الكلمة ، كما يُمكن أن يكون للأديب علامة فارقة في عالم النقد الأدبي إذا تمكّن من مواجهة الأدعياء في زمن الأحاسيس القصديرية .. ، فهلْ من مُدّكر؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ash3r.yoo7.com
 
التذوق بين النقد الأدبي و الأحاسيس القصديرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبضات الشاعر محمد الشحات محمد :: النقد :: النقد التطبيقى-
انتقل الى: