خالد محمد المناوي مشرف
المساهمات : 23 تاريخ التسجيل : 25/12/2011
| موضوع: النحل و إشكاليات قابلة للبحث الجمعة يناير 13, 2012 1:12 am | |
|
النحل و إشكاليات قابلة للبحث صارت العادة أن يُطلق على الإنسان النشيط أنه مثل النحلة ، و كذلك تُطلق صفة النحل على كل مَنَّ تكون بدايته صحيحة فى أى مشروع ، مما ينبئ بنتيجة صحيحة و مفيدة ، و تأتى هذه التشبيهات بالنحل الأنه يبدأ غذاءه من الأزهار ، و ينتج عسلاً "فيه شفاءٌ للناس" ، و تتخلل الفترة من البداية حتى النتيجة بناء حجرات من الشمع يكون فيها العسل بعد أن تقوم مجموعة من "الشغالات" ببنائها و مساعدة "ملكة النحل" التي تطير بسرعة فائقة ، و يتبعها "ذكور" النحل ، و أسرع هذه الذكور يفوز بالزواج من الملكة ، و لكنه ما إن يقوم بتلقيحها يموت ، و تعود الملكة حاملة معها الأجيال الجديدة ، و العسل ، و بالتالي يقوم عددٌ من أصحاب "المناحل" بتربية النحل ، و غالباً تكون هذه المناحل في أراضٍ مزروعة و خصوصاً الحدائق ، و على النقيض تماماً يُطلق بعض الناس مثلاً شائعاً هو "يا نحلة لا تقرصيني و لا أُريد عسلاً منكِ" على الأفراد المتسلقين و المبتزين الذين يُحاولون أن يظهروا في أول الأمر بمظهرٍ جميل وَ وعود زائفة حتى ينالوا ما يبتغون ، ثم تظهر وجوههم على المقلوب ، و ينشرون الأذى ، و لهذا ، فهم يظهرون مثل النحل في أول الأمر ، بينما النتيجة لا تكون عسلاً ، و إنما عكس ذلك .. و من الطريف أنه قد انتشرت فجأة أنفلونزا الطيور ، و أنفلونزا الخنازير ، و ضمن عمليات و حملات مكافحة هذه الأمراض ، و التي ساد فيها –مع الأدوية- تناول عسل النحل ، فقام المبدع محمد الشحات محمد بصدار مجموعة قصص شاعرة بعنوان "أنفلونزا النحل" ، و من ثمّ اعتقد بعض الذين لا يقرءون النصوص جيداً أن النحل كذلك أصابته الأنفلونزا ، و قلّ الطلب على العسل ، و بالتالي عاد رخيصاً كما كا بعد أن استغل التجار أزمة أنفلونزا الخنازير و الطيور ، و رفعوا ثمنه ، بل قام بعض التجار الجشعين بعمليات غش لعسل النحل .. و من هنا نتعلم من النحل النظام حيث بناء حجرات الشمع ، و اختيار البدايات الصحيحة ، و التي تكمن في اختيار النحل للحدائق و الأزهار ، و العمل الذي ينتج عنه ما ينفع حيث العسل المُصفّى ، و يكفي النحل قدْراً و مكانة أنه تُوجد في القرآن الكريم سورة باسم "سورة النحل" و من المعروف أن النحلة تجد خليتها مهما تعرضت الخلية لعمليات طمس ، و من ثمَّ ، فإنها تعتز بها ، و لا تبخل في البحث عن هذه الخلية باعتبارها الوطن ..! و تبقى هناك عدة إشكاليات تشغل بال الباحثين و الأدباء ، و العلماء على حدٍّ سواء .. ، و منها :- - لماذا يموت ذكر النحل بعد إتمام التلقيح مع الملكة؟ هل ذلك يعني أن الحياة مستمرة و لا تتوقف على أحد؟ ، فإذا كان الذكر –الأب- يموت ، فإن الأبناء يولدون من جديد ، و معهم العسل و الشمع - لماذا ترى النحلة أزهارها بالضوء فوق البنفسجي؟ هل يكون ذلك لأن الضوء فوق البنفسجي يجعل الأزهار أكثر جمالاً؟ - لماذا تُصرُّ النحلة على إيجاد خليتها الأصل مهما طُمست؟ هل ذلك يكون عِبرة و عظة من الله و توجيه للبشر بأن يُحافظوا على أوطانهم و أُصولهم مهما تعرضوا لأي انتهاكات أو ضغوط؟ و هكذا تتعد الإشكاليات ، و يظل البحثُ في إطار "و لله في خلقه شئون" . | |
|